2024/11/13

ترامب - نتنياهو: ما المتوقع من هذه العلاقة؟

ما هو ثابت ومعروف وواضح في الولايات المتحدة الأميركية أن الدعم لـ"إسرائيل" والالتزام بأمنها هو من ثوابت السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وأن هذا الدعم يتخطى الانقسام الحزبي؛ إذ تنافس كل من كامالا هاريس ودونالد ترامب حول من هو الأفضل لـ"إسرائيل" خلال حملتهما الانتخابية.

 

واستمرت هاريس حتى اللحظات الأخيرة تبالغ في إظهار الدعم لـ"إسرائيل"، والدفاع عمّا سمّته "حقها في الدفاع عن نفسها"، وحين سئلت ما الذي ستغيّرينه في ولايتك عمّا فعله جو بايدن، قالت "لا شيء" أي الاستمرار بدعم الإبادة الإسرائيلية في غزة مع بعض الكلام الإنشائي حول المدنيين وإدخال المساعدات.

 

 وبخصوص إيران، كان موقف  هاريس أكثر حدة من موقف دونالد ترامب الذي قال إنه سيسعى لعقد اتفاق مع إيران، وأنه سيستخدم العقوبات لمرحلة، ولكنه سيزيلها لأنها تضر بالاقتصاد الأميركي وهيمنة الدولار، وأنه يجب منع إيران من امتلاك السلاح النووي، فيما أجابت هاريس عندما سُئلت عن العدو الرئيسي للولايات المتحدة في برنامج "60 دقيقة"، "أعتقد أن لدي اسماً واضحاً في ذهني، وهو إيران". وأضافت: "إيران لديها دماء أميركية على أيديها. هذا الهجوم على إسرائيل ب 200 صاروخ باليستي، ما نحتاج إلى القيام به لضمان عدم حصول إيران أبداً على القدرة على أن تكون قوة نووية، هذه واحدة من أولوياتي القصوى".

 

وبالنظر إلى سجل ترامب في الشرق الأوسط في الفترة الأولى من ولايته، يتوقع العديد من المراقبين أن يكون هناك اندفاع إسرائيلي أكبر نحو توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية منطلقين من خطة ترامب السابقة "صفقة القرن"، ونظراً لما قاله خلال حملته الانتخابية من أن "إسرائيل بقعة صغيرة" على الخريطة، وتساءل عما إذا كانت هناك "طريقة للحصول على المزيد" خلال لقاء في نيوجيرسي.

 

وبالرغم من إشادة نتنياهو بفوز ترامب وعودته إلى البيت الأبيض والمسارعة إلى تهنئته، فإن نظرة ترامب إلى نتنياهو وحديثه عنه يشيان بأنه لا يثق بنتنياهو، وأن العلاقة بين الطرفين لن تكون كما كانت خلال فترة ترامب الأولى، حتى لو كانت جيدة بالمجمل.

 

بعد خسارته الانتخابات الرئاسية عام 2020، ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، أن ترامب كان غاضباً جداً من نتنياهو  واتهمه بعدم الوفاء، إذ أدرك ترامب أن نتنياهو كان أول شخص يهنئ بايدن، وعبر مقطع فيديو مصوّر وليس مجرد اتصال. وقال ترامب "الرجل الذي قدمت له الكثير أكثر من أي شخص آخر تعاملت معه... كان بإمكان بيبي أن يظل صامتاً. لقد ارتكب خطأً فادحاً". وتابع: "لقد أحببت بيبي. وما زلت أحب بيبي. ولكنني أحب الولاء أيضاً. وكان أول شخص هنأ بايدن هو بيبي. ولم يهنئه فقط، بل فعل ذلك على شريط مسجل".

 

وفي حديث إعلامي، في أعقاب أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2023، حمّل ترامب، بايدن وإدارته عما حصل في "إسرائيل" وهجوم حماس، واستذكر ترامب ما سمّاه "خذلان نتنياهو" للأميركيين خلال عملية اغتيال قاسم سليماني عام 2020، فقال ترامب " "لن أنسى أبداً أن بيبي نتنياهو خذلنا. كان ذلك أمراً فظيعاً للغاية. كانت إسرائيل تنوي القيام بهذا معنا، وكان التخطيط والعمل جارياً منذ أشهر. لقد كان كل شيء جاهزاً، وفي الليلة التي سبقت وقوع الهجوم، تلقيت مكالمة تفيد بأن إسرائيل لن تشارك في هذا الهجوم".

 

لاحقاً، وبعد أن اشتدت الحملة الانتخابية، لم يعد ترامب يتحدث عن نتنياهو شخصياً، بل بات يتحدث عن ضرورة أن تنتصر "إسرائيل" وحمّل مسؤولية إطالة أمد الحرب إلى إدارة بايدن، وانتقد طلب وقف إطلاق النار قبل أن يسمحوا لـ"إسرائيل" بالانتصار. وفي مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم"، دعا ترامب "إسرائيل" إلى أن تنهي الحرب وقال "عليك أن تنهي حربك... عليك أن تنجزها. علينا أن نصل إلى السلام".

 

 وحذر ترامب من تأثير الصور التي تنتشر حول العالم، وقال على إسرائيل الحذر " لأنها تخسر الكثير من العالم، وتخسر الكثير من الدعم. يجب على إسرائيل أن تفعل ما يجب عليها فعله، ولكن علينا أن نصل إلى السلام، لأن العالم يتحوّل، وهذا ليس بالأمر الجيد بالنسبة إلى إسرائيل". وقال ترامب "يزعجني أن الناس لم يعودوا يتحدثون عن السابع من تشرين الأول/أكتوبر. إنهم يتحدثون عن مدى عدوانية إسرائيل".

 

وهكذا، وبالرغم من أن مشروعية التخوف من علاقة ترامب ونتنياهو على القضية الفلسطينية ومستقبل الصراع ورغبة اليمين الإسرائيلي في استغلال وصول ترامب إلى السلطة؛ لأخذ ضوء أخضر أميركي لضمّ الضفة وإعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة، لكن يبقى أن ما يحكم هذه العلاقة هو عدم قدرة نتنياهو على فرض شيء على ترامب لا يريده، بينما كانت علاقة بايدن مع نتنياهو علاقة القائد والتابع فكان نتنياهو يقود وإدارة بايدن تتبع.

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق