سرّب الاعلام الاسرائيلي يوم الأحد أن "اسرائيل" استطاعت أن تقنع الباخرة "انرجين" بتأجيل استخراج الغاز لغاية أول تشرين الأول / اوكتوبر، وذلك لأسباب "تقنية"، وأن هناك طرحاً "اسرائيلياً" تسلّمه الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين لأبلاغه الى الجانب اللبناني.
الردّ
الاسرائيلي، بحسب التسريبات، ينص على ما يلي:
-
تأخذ اسرائيل كامل حقل "كاريش"، فيما يحتفظ
لبنان بكل المنطقة المتنازع عليها بما يشمل "حقل قانا"، على أن يدفع
لبنان لإسرائيل تعويضاً مالياً، هو ثمن المنطقة المتداخلة، وهي ما يقرب من ثلث "قانا".
-
تقوم الشركة الاسرائيلية – اليونانية "انرجين"
بالاستخراج من كاريش، وفي نفس الوقت هي التي تقوم بتنفيذ التنقيب والاستخراج من
الحقول اللبنانية المحاذية.
-
يقوم الوسيط الأميركي بإبلاغ لبنان أن قيام انرجين
بالعمل في الحقول اللبنانية المحاذية هو ضمانة لئلا يقوم حزب الله بقصف المنصات في
اسرائيل.
-
تريد اسرائيل خلق ميزان ردع مع لبنان: منصة مقابل منصة،
وبالتالي ان قيام لبنان بالاتفاق مع "انرجين" يعطي ضمانة لاسرائيل بأن أي
ضرر عندها سيكون تأثيره على لبنان ايضاً.
الأكيد،
ان ما تمّ تسريبه عبر الاعلام الاسرائيلي لا يرقى الى مستوى الردّ الممكن للتفاوض
لبنانياً، وقد يكون التسريب مقصوداً لجس نبض لبنان، أو للتسويف والمماطلة وكسب
الوقت لأن الاسرائيلي والاميركي يعلمان أن لبنان لا يمكن ان يقبل بهذا العرض.
يبدو من الاتجاه الذي يسلكه الوسيط الأميركي، ان
الخيار الثاني هو المقصود، وذلك للأسباب
التالية:
أ- لا يبدو أن هناك جدية لا أميركية ولا اسرائيلية
في التوصل الى حلّ مع لبنان، ولا نيّة للأميركيين في إنهاء سنوات ثلاث من الضغوط
القصوى على لبنان، طالما لم تحقق أياَ من الاهداف المطلوبة سوى هدف وحيد وهو تحميل
الرئيس ميشال عون (حليف حزب الله) اعلامياً
مسؤولية الفشل والانهيار.
ب- لا
يريد الأميركي والاسرائيلي تحقيق أي تسوية في لبنان تعطي انتصاراً لحزب الله، بأنه
استطاع أن يكسر مراوحة عمرها 12 سنة في ملف الحدود البحرية، واستطاع أن ينهي الملف
لصالح لبنان، ويرفع الفيتو الأميركي عن التنقيب في المياه اللبنانية.
ت-
يريد الاميركي
والاسرائيلي إبقاء الامور على حالها وربط النزاع مع لبنان بالادعاء أن المفاوضات
ما زالت سارية، وذلك لتفويت الذريعة على حزب الله للقيام بأي تصعيد. وفي حال
التصعيد، سيكون بوسع الأميركيين أن يحرضوا العديد من اللبنانيين من رسميين
واعلاميين للقول أن حزب الله صعّد بدون وجه حق، وأن المفاوضات ما زالت جارية لكن تهديدات
حزب الله عطلتها.
ث- يراهن
الأميركيون على دخول لبنان مرحلة الفراغ الرئاسي، واحتكار الرئيس نجيب الميقاتي القرار
اللبناني الرسمي، ما يعطيهم فرصة واسعة لتحقيق ما يريدون بانتظار
"التسوية" التي ستأتي برئيس جديد للجمهورية.
في النتيجة، لا تبدو الامور – لغاية الآن- مبشّرة بحلّ سهل لقضية ترسيم الحدود ورفع الفيتو الأميركي عن التنقيب في المياه اللبنانية، لكن ما زال لبنان يمتلك ورقتين يستطيع استخدامهما: قيام حزب الله بالتهديد الحربي الذي يدفع الامور الى تسوية في نهاية المطاف، وقيام رئيس الجمهورية ميشال عون بتوقيع المرسوم السابق (الذي وقّعه حسان دياب) متخطياً الشكليات القانونية الداخلية، وارساله الى الأمم المتحدة وتكريس الخط 29 حدوداً للبنان البحرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق