شكّلت مناسبة الأول من آب هذا العام، الذكرى الخامسة والسبعون لتأسيس الجيش اللبناني، والتي تزامنت مع حجر صحي قسري فرضته ظروف جائحة كورونا، والتي منعت الاحتفال بتخريج ضباط المدرسة الحربية كما جرت العادة كل عام.
ولقد ألقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلمة متلفزة،
خاطب فيها الضباط المتخرجين، وحدد فيها أعداء لبنان؛ معتبرًا أن لبنان يشهد - بالاضافة
الى العدو الاسرائيلي والعدو الارهابي التكفيري - أعداء آخرون حددهم الرئيس بما يلي:
-
العدو الأول للبنان هو الفساد المستشري في المؤسسات وفي الكثير من النفوس، وهو يقاوم
بشراسة ولكن الخطوات نحو استئصاله تسير وإن يكن ببطء ولكن بثبات.
-
العدو الثاني للبنان هو كل من يتلاعب بلقمة عيش المواطنين ليراكم الأرباح.
-
العدو الثالث للبنان هو من ساهم ويساهم بضرب عملتنا الوطنية ليكدّس الأموال.
-
العدو الرابع للبنان هو كل من يطلق الشائعات لنشر اليأس وروح الاستسلام، وأيضاً من
يجول دول العالم محرضاً ضد وطنه وأهله وناسه ومحاولاً حجب أي مساعدة عنهم.
وقد يكون الرئيس قد حدد بالفعل الأعداء الداخليين للبنان،
والذي يحتاج اللبنانيون الى وعي كامل لمحاربتهم ومكافحتهم، ويبقى هناك أعداء داخليين
آخرين قد يكون من المفيد الإضاءة على هوايتهم وخطورتهم:
-
العدو الخامس هو كل قاضٍ يضع ملفات الفساد في الأدراج خوفًا من زعيم سياسي، أو طمعاً
بمنصب، أو مساهمة منه في الفساد والإفساد والزبائنية السياسية.
-
العدو السادس هو كل موظف إداري أو أمني يعتقد أن الدولة "غنيمة" وإن عليه
أن يغنمها قبل أن يغنمها سواه.
-
العدو السابع هو كل اعلامي يبيع قلمه ورأيه ووطنه مقابل حفنة من المال أو شقة فاخرة
ثم يتحفنا بمطولات عن مكافحة الفساد وأصول الحكم الرشيد.
-
العدو الثامن هو كل مواطن يتنطح على التواصل
الاجتماعي منتقدًا الفساد في الدولة ومطالباً باجتثاثه، لكنه لا يتوانى عن "التعليق"
على خط الكهرباء، أو سرقة المياه، أو بناء بيته على أملاك الدولة، أو طلب "خدمة
خارجة عن القانون".
-
العدو التاسع هو المواطن الذي باع صوته في الانتخابات أما نقدًا أو بتذكرة طائرة أو
مقابل خدمة أو وظيفة، ثم راح يتباكى على وسائل التواصل الاجتماعي معتبرًا الطبقة السياسية
لا تمثله.
هذه لائحة أعداء لبنان المخفيين؛ مواطنون لا سياسيون،
وقد تتطور لتطال آخرين ممن يمارسون سياسة دفن الرؤوس في الرمال في أي معركة وجودية
يخوضها الوطن.
ويبقى أن نذكر أن العدو الداخلي الحقيقي والأكثر خطورة
من كل هؤلاء والذي يعيق بناء الدولة في لبنان هو "الأنا المنتفخة" لدى الوزراء
والنواب والسياسيين، والذين تتحول الخدمة العامة بالنسبة لهم، مناسبة للشهرة والكسب
غير المشروع واستخدام النفوذ وتطويع "الزلم"، والأهم "تربيح الجميلة"
للمواطنين بأنهم "يعملون".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق