د. ليلى نقولا الرحباني
كان لافتًا وخطيرًا في نفس الوقت، الخبر الذي نقلته صحيفة السفير المحلية اللبنانية عن إحدى الصحف الكردية في تركيا والتابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" والصادرة باللغة التركية، والتي أدرجت تفاصيل الخطة التي هيأت لاحتلال الموصل وباقي المناطق العراقية من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش".
والأخطر ما ذكرته الصحيفة الكردية من أن التحضير لغزوة داعش للمناطق العراقية تمّ في الأردن في الأول من حزيران المنصرم، وبرعاية من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية والأردن وتركيا، وقد هيأ للاجتماع حاكم إقليم كردستان مسعود البرزاني نفسه بوصوله إلى عمان قبل أربعة أيام من الاجتماع.
وإن صحّ ما أدرجته الصحيفة الكردية، تكون المملكة العربية السعودية والأردن وبموافقتها وترحيبها بالخطة، قد أدخلت نفسها في أكبر خطر استراتيجي على الاطلاق، وأوقعت نفسها في فخ مؤامرة اسرائيلية تستفيد من التشرذم والاقتتال المذهبي والطائفي على مساحة العالم العربي.
وإن كان المراقب قد يتصور أن الأردن وهو بلد صغير قد سهّل أو وافق على الخطة أو سمح بانعقاد المؤتمر على أرضه، بضغوط من الولايات المتحدة الأميركية، والدول "الشقيقة" الكبرى، لكن المحيّر هو موقف السعودية التي تواجه أكبر خطر استراتيجي في تاريخها المعاصر، وهو يتجلى بما يلي:
- من الناحية الشمالية، حيث تتشاطر السعودية مع العراق حدودًا مشتركة تمتد على مسافة ما يزيد على 800 كيلومتر، وقد استولت الجماعات الراديكالية التي تطمح للتمدد الى داخل المملكة، على الحدود المشتركة بين البلدين بعد انسحاب الجنود العراقيين في المنطقة - لم يؤكده بشكل كامل العراقيون ولكنه أكدوا انسحاب بعض الجنود نتيجة تقاضي الرشى- مما اضطر السعودية الى نشر 30 ألف جندي على حدودها مع العراق.
- من الناحية الجنوبية، أي الحدود مع اليمن والتي تبلغ حوالى 1800 كلم، والتي لا يقلّ الخطر فيها عن الخطر من الناحية الشمالية والتي ما انفكت تشكل تهديدًا أمنيًا دائمًا للمملكة، الأمر الذي دفع السعوديون عام 2013 الى الإعلان عن استكمال بناء جدار حاجز بين البلدين كان قد بدأوا بتنفيذه عام 2003 ، لإغلاق الحدود بينهم وبين اليمن. ويزداد الأمر خطورة بعد الاعلان عن هجوم انتحاري تمّ احباطه هذا الأسبوع على الحدود اليمنية السعودية، في ما قيل أنه محاولة لداعش للتمدد الى الداخل السعودي من الحدود الجنوبية.
- الخطر الداخلي، والذي يشي بمزيد من القلق للحكام السعوديين، فقد عانت المملكة العربية السعودية من الخطر الارهابي منذ عام 2003، والذي كلّفها الكثير من الضحايا من مدنيين ورجال أمن. وتذكر بعض التقارير الصحفية أن الوضع الداخلي السعودي متوتر وقلق خشية من القاعدة في الداخل السعودي، وقد ذكرت قناة العربية أن عنصرين من القاعدة فجرّا نفسيهما بعد محاصرة الأمن لهما داخل مبنى حكومي في جنوب السعودية.
وقد يضخّم خطر القاعدة الارهابي على السعودية، أمران:
الأول: بيئة سعودية داخلية حاضنة لفكر القاعدة، فبالرغم من كل السياسة الرسمية السعودية التي تحاول تجفيف منابع االفكر الارهابي وتمويله، ما زالت التقارير تذكر أن المصدر الأكبر لتمويل القاعدة وإمدادها بالرجال هي المملكة بالتحديد، مع ما يمكن أن يشكّله هذا من خطر حقيقي وداهم في ما لو وجد هؤلاء لأنفسهم عمق استراتيجي يأتيهم من الشمال أو الجنوب.
الثاني: الخطر الذي يتأتى من الحرب السعودية على الاخوان المسلمين في داخل وخارج المملكة، وما يمكن أن تردّ به قطر على الحرب عليها ومحاولة عزلها، بالاضافة الى السماح المصري - والذي أتى بتوجيه وتشجيع سعودي أكيد- لمعارضين قطريين من اعلان معارضتهم ومحاولتهم الإطاحة بالحكم في قطر.
وهكذا إذًا، نجد أنه يومًا بعد يوم، يتأقلم العالم مع وجود "دولة داعش" الراديكالية، على مساحة ممتدة بين العراق وسوريا، تحاول تدعيم نفسها بالمال المنهوب من المصارف في الموصل، وبيع النفط المسروق، والسلاح الذي غنمته من الجيش العراقي، بالاضافة الى الفكر العقائدي المذهبي. ولكن الخطر الحقيقي لهذه الدولة، ليس على ايران أو بغداد كما يعتقد البعض، حيث يشكّل الاختلاف المذهبي والعقائدي والإحساس بالخطر الوجودي حاجزًا أمام تمدد "داعش" اليها، بينما تشكّل وحدة المذهب والدين وأحلام الخلافة القديمة والبيئة الراديكالية الحاضنة، خطرًا حقيقيًا تواجهه المملكة العربية السعودية في محاولات داعش التمدد اليها.
كان لافتًا وخطيرًا في نفس الوقت، الخبر الذي نقلته صحيفة السفير المحلية اللبنانية عن إحدى الصحف الكردية في تركيا والتابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" والصادرة باللغة التركية، والتي أدرجت تفاصيل الخطة التي هيأت لاحتلال الموصل وباقي المناطق العراقية من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش".
والأخطر ما ذكرته الصحيفة الكردية من أن التحضير لغزوة داعش للمناطق العراقية تمّ في الأردن في الأول من حزيران المنصرم، وبرعاية من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية والأردن وتركيا، وقد هيأ للاجتماع حاكم إقليم كردستان مسعود البرزاني نفسه بوصوله إلى عمان قبل أربعة أيام من الاجتماع.
وإن صحّ ما أدرجته الصحيفة الكردية، تكون المملكة العربية السعودية والأردن وبموافقتها وترحيبها بالخطة، قد أدخلت نفسها في أكبر خطر استراتيجي على الاطلاق، وأوقعت نفسها في فخ مؤامرة اسرائيلية تستفيد من التشرذم والاقتتال المذهبي والطائفي على مساحة العالم العربي.
وإن كان المراقب قد يتصور أن الأردن وهو بلد صغير قد سهّل أو وافق على الخطة أو سمح بانعقاد المؤتمر على أرضه، بضغوط من الولايات المتحدة الأميركية، والدول "الشقيقة" الكبرى، لكن المحيّر هو موقف السعودية التي تواجه أكبر خطر استراتيجي في تاريخها المعاصر، وهو يتجلى بما يلي:
- من الناحية الشمالية، حيث تتشاطر السعودية مع العراق حدودًا مشتركة تمتد على مسافة ما يزيد على 800 كيلومتر، وقد استولت الجماعات الراديكالية التي تطمح للتمدد الى داخل المملكة، على الحدود المشتركة بين البلدين بعد انسحاب الجنود العراقيين في المنطقة - لم يؤكده بشكل كامل العراقيون ولكنه أكدوا انسحاب بعض الجنود نتيجة تقاضي الرشى- مما اضطر السعودية الى نشر 30 ألف جندي على حدودها مع العراق.
- من الناحية الجنوبية، أي الحدود مع اليمن والتي تبلغ حوالى 1800 كلم، والتي لا يقلّ الخطر فيها عن الخطر من الناحية الشمالية والتي ما انفكت تشكل تهديدًا أمنيًا دائمًا للمملكة، الأمر الذي دفع السعوديون عام 2013 الى الإعلان عن استكمال بناء جدار حاجز بين البلدين كان قد بدأوا بتنفيذه عام 2003 ، لإغلاق الحدود بينهم وبين اليمن. ويزداد الأمر خطورة بعد الاعلان عن هجوم انتحاري تمّ احباطه هذا الأسبوع على الحدود اليمنية السعودية، في ما قيل أنه محاولة لداعش للتمدد الى الداخل السعودي من الحدود الجنوبية.
- الخطر الداخلي، والذي يشي بمزيد من القلق للحكام السعوديين، فقد عانت المملكة العربية السعودية من الخطر الارهابي منذ عام 2003، والذي كلّفها الكثير من الضحايا من مدنيين ورجال أمن. وتذكر بعض التقارير الصحفية أن الوضع الداخلي السعودي متوتر وقلق خشية من القاعدة في الداخل السعودي، وقد ذكرت قناة العربية أن عنصرين من القاعدة فجرّا نفسيهما بعد محاصرة الأمن لهما داخل مبنى حكومي في جنوب السعودية.
وقد يضخّم خطر القاعدة الارهابي على السعودية، أمران:
الأول: بيئة سعودية داخلية حاضنة لفكر القاعدة، فبالرغم من كل السياسة الرسمية السعودية التي تحاول تجفيف منابع االفكر الارهابي وتمويله، ما زالت التقارير تذكر أن المصدر الأكبر لتمويل القاعدة وإمدادها بالرجال هي المملكة بالتحديد، مع ما يمكن أن يشكّله هذا من خطر حقيقي وداهم في ما لو وجد هؤلاء لأنفسهم عمق استراتيجي يأتيهم من الشمال أو الجنوب.
الثاني: الخطر الذي يتأتى من الحرب السعودية على الاخوان المسلمين في داخل وخارج المملكة، وما يمكن أن تردّ به قطر على الحرب عليها ومحاولة عزلها، بالاضافة الى السماح المصري - والذي أتى بتوجيه وتشجيع سعودي أكيد- لمعارضين قطريين من اعلان معارضتهم ومحاولتهم الإطاحة بالحكم في قطر.
وهكذا إذًا، نجد أنه يومًا بعد يوم، يتأقلم العالم مع وجود "دولة داعش" الراديكالية، على مساحة ممتدة بين العراق وسوريا، تحاول تدعيم نفسها بالمال المنهوب من المصارف في الموصل، وبيع النفط المسروق، والسلاح الذي غنمته من الجيش العراقي، بالاضافة الى الفكر العقائدي المذهبي. ولكن الخطر الحقيقي لهذه الدولة، ليس على ايران أو بغداد كما يعتقد البعض، حيث يشكّل الاختلاف المذهبي والعقائدي والإحساس بالخطر الوجودي حاجزًا أمام تمدد "داعش" اليها، بينما تشكّل وحدة المذهب والدين وأحلام الخلافة القديمة والبيئة الراديكالية الحاضنة، خطرًا حقيقيًا تواجهه المملكة العربية السعودية في محاولات داعش التمدد اليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق